نظمت كلية اللغات بجامعة السودان للعلوم للعلوم والتكنولوجيا احتفالا باليوم العالمي للغة العربية وذلك بالتعاون مع مجمع اللغة العربية وتحت شعار (اللغة العربية والهوية) .
كان ذلك بحضور البروفيسور عبدالعظيم سليمان المهل نائب مدير الجامعة والبروفيسور بكري محمد الحاج رئيس مجمع اللغة العربية وأساتذة كلية اللغات بالجامعات السودانية ولفيف من الطلاب والباحثين والمهتمين.
البروفيسور عبدالعظيم المهل رحب بالضيوف وهنأهم بيوم اللغة العربية وقال ( لغتنا تمثل أهم معالم التحضر والثقافة ومفتاح التعرف علي الشعوب ).
كما أبان سيادته ان اللغة العربية تهدف الي تشخيص الواقع وتستشرف المستقبل بعلومها ودراساتها المرتبطة بالهوية والتاريخ ، موضحا ضرورة نشرها وايصالها لكل العالم ، والتباهي بها وتطوير مفاهيمها لكي لا تتعرض للتغيير او الانقراض او استلاب المعاني.. وتمليك علومها الخاصة للأجيال نحويا ولفظيا ولغويا.
كذلك أكد المهل علي أهمية استخدام التقنيات الحديثة والحوسبة اللغوية والتكنولوجيا الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وتفعيل دورها في تغيير أنماط التدريس التقليدية .. فضلا عن ابتداع طرق جديدة لتوصيل المعلومة واستغلال ذلك في حفظ موروثات وقيم الأمة ونشر اللغة العربية والتعريف بها خاصة للشعوب الناطقين بغيرها الذين يولونها الاهتمام الأكبر.
كذلك اضاف سيادته قائلاً ( يجب مراعاة اللهجات العربية واتخاذها كمصدر كسب ووسيلة للمصلحة الاقتصادية والاجتماعية والادبية العامة ولفتح افاق واسعة للتعارف والتقارب والتواصل في مختلف صعد الحياة ).
البروفيسور بكري محمد الحاج شكر الجامعة لاعطائهم الفرصة للتلاقي من خلال اللغة العربية وقال ( احتفالنا باللغة العربية يعطيها مكانتها الحقيقية الرفيعة ويرسخ لمعانيها وينهض بقيمها السامية .. والاحتفالات انطلقت في كل ارجاء الوطن العربي والعالم ).
كذلك أبان سيادته أن الهوية العربية تجسدت في لغة القران الكريم و الرسالة المحمدية الشريفة واللغة العربية التي بعث بها نبي الامة محمد عليه الصلاة والسلام وهو أكبر شرف وتعظيم لها.
كذلك أوضح أن منظمة اليونسكو قررت الاحتفال باللغة العربية لاحساسها بتأثيرها الكبير في التواصل والتعليم والثقافة في العالم .. وقال ( نحتفل اليوم من خلال تقديم الأوراق العلمية والمجلدات والبحوث والكتب اللغوية والتاريخية المميزة التي تعكس التراث العربي والدين الاسلامي ).
كما ثمن سيادته المجهودات الجليلة لحاكم الشارقة سمو الشيخ (سلطان القاسمي) في التوثيق والرعاية للمنتوج الفكري والمعجم العربي والمؤلفات التاريخية وعكس الثقافة العربية واسهامه باختيار معهد اللغة العربية السوداني وكوداره وعلمائه كجزء أصيل ومشارك في صناعة وانجاز هذا العمل الكبير .. كما دعا الي مزيد من التنسيق والتعاون بين المؤسسات المشتركة خدمة للغة العربية.
احتوي البرنامج علي عدد من الجلسات و الأوراق العلمية.. حيث ترأس الجلسة العلميٌة الافتتاحية الدكتور عثمان إبراهيم من كلية اللغات جامعة السودان والتي قدمت خلالها ثلاث أوراق.
حيث جاءت الورقة الأولى بعنوان (الأدب السوداني ودوره في تعزيز الهوية ) قدمها البروفيسور الحسين النور يوسف الأستاذ بكلية الآداب جامعة الخرطوم عضو مجمع اللغة العربية بالخرطوم وقد أجاد وأفاد في رفد الورقة بالشواهد الفصيحة من الأدب السوداني مقارناً بينها والشواهد العربية الأصيلة في العصور الأولى مؤكداً أن الأدب السوداني عربيٌّ فصيح يشير إلى الهُوية العربية لأهل السودان.
حملت الورقة الثانية عنوان: (مهارات اللغة وسمات الإرسال والتلقي) قدمها البروفيسور مبارك نجم الدين الأستاذ بجامعة السودان شارحاً لتكامل المهارات اللغوية ومعدداً لأساليب توصيل الرسالة بين المرسل والمتلقي، معدداً الطرق التي تسهم في تثبيت المهارات اللغوية وإتقانها من خلال توفير المقومات في الإرسال وفي الاستقبال والتلقي والمحتوى والمضمون والبيئة.
الورقة الأخيرة قدمها البروفيسور محمد علي أحمد الأستاذ بجامعة السودان بعنوان ( اللغة والثقافة في بناء الهُوية) بيّن فيها أهمية اللغة في المجتمعات وارتباطها بها وبثقافتها مما يسهم بصورة كبيرة في تمييز الهُوية للمجتمع وقوميته موضحا أن اللغة العربية مما زادها تفرداً ومكانة ارتباطها بالهُوية الإسلامية مما ميزها عن غيرها من اللغات.
قبل ختام برنامج الاحتفال اتيحت الفرصة لعدد من المناقشين والمعقبين والذين جاءت اضافاتهم مثمرة ومكملة لما ورد في الأوراق مجتمعة.